استكمالا للجهود الرامية لتنمية روح المقاولاتية والمبادرة الفردية ، تأتي جملة الإجراءات والتحفيزات المقدمة من السلطـات العمـوميـة لدعم ومساعدة إنشاء المؤسسات بهـدف تـرقيـة النشاط الاقتصادي وامتصاص البطالة.

هـذه الإجراءات طبقت تدريجيا منذ منتصف التسعينات، ولحد اليوم مازالت الـدولة تواصـل جهودها الإصلاحية والترقوية مـن أجل مضاعفة أعـداد المؤسسات المنشأة. إلا أن تقييما إجماليا وسريعا للنتائج المحققـة في الفتـرة السـابقـة و بالاعتمـاد على بعـض المـؤشـرات الكليــة يعطينـا صـورة عن النتـائج الهـزيلـة وغير الكـافيـة بالمقارنة مع الإمكانيـات والـوسائل التـي تـم تسخيـرها.هـذه النتـائج مـازالـت بعيـدة عن ما كـان منتظـرا من طـرف الـدولـة وبصورة عامة من طرف كل المحيـط المجتمعـي. هنـاك عجـز في إشبـاع احتياجات الطلب الوطني و معـدلات البطالة مازالـت مـرتفعـة... ، ومـا زالت كذلـك هذه الإجراءات بعيـدة عن تحقيــق أهدافهـا المرجوة. من أيـن تـأتي هذه النقائص ؟ ما هي الأسبـاب الحقيقيـة التي يمكـن أن نقـدمها لهـذه الوضعيـة؟ وكيف يمكن معالجـة هذه الاختـلالات أو النقـائص من أجل تمكين عملية إنشـاء المـؤسسـات من تحقيـق أهـدافهـا؟ هـنـاك الكثيـر من التسـاؤلات التـي تـؤدي أحيانـا كثيرة لوضعيات متضـاربة، كيف يمكن مثلا تحفيز وإدمـاج الشبـاب حـاملـي الشهـادات وتوجيههم نحو الفرص الكثيرة التي توفرها جملـة الإجـراءات المتبعة ؟كيف نفسر إحجامهم عن ذلـك رغم البطالة التي تهددهم؟كذلك، كيف ولمـاذا استطـاعت نفـس الإجـراءات والآليـات في دول أخــرى تحقيــق نتــائـج أفضـل؟

إن الأهـداف المرجـوة من هـذه الأيام العلمية الـدولية تتمثـل في محاولة إيجاد الحلقات المفقـودة التـي تمكن من استغـلال أمثل للفرص المتاحة والبحث عن الحلول الملائمـة التي تسمح بتذليل العقبـات المـلازمة لآليـات دعم ومسانـدة إنشـاء المؤسسات وتكييف مختلف الآليات المنتهجة بطريقة يتم بها موائمـة مبادرات السلطـات العمـومية مع طبيعـة الطلـب الاجتمـاعي فيمـا يتعلـق بمناصب الشغـل وخلــق و إنشـــاء المــؤسسـات.